📁 مقالات جديدة

ما هي قصة حرب الوردتين التي استمرت 3 عقود

حرب الوردتين
ما قصة حرب الوردتين

هل رأيت حربًا بالورود من قبل؟ يشهد التاريخ على الكثير من الحروب والمعارك التي تستنزف بلادًا بأكملها ويقع نتيجتها عدة ضحايا، فما هي نتيجة حرب الوردتين؟

ما هي حرب الوردتين؟

هي حرب أهلية تحتوي على سلسلة من المعارك التي دارت في إنجلترا حيث قامت بها عائلتين من النُبلاء للانفراد بالعَرش الملكي، واستمرت حرب الوردتين لثلاثة عقود زمنية بداية من العام 1455 ميلاديًا وحتى عام 1485 ميلاديًا، بدأت الحرب بين أنصار عائلة (يورك) وأنصار عائلة (لانكاستر) واللذان ينتميان بالنهاية إلى سُلالة عائلية واحدة وهي عائلة (بلانتاجت) والتي تنتهي إلى نسب الملك إدوار الثالث، حيث أنجبت زوجة الملك إدوارد ثلاثة عشر طفلًا مما أطلق عليهم (سُلالة الأقطاب القوية)، وحينما بلغ الذكور أشُدهم زوجهم الملك من وريثات بريطانيات أي أنهم أميرات، وأنشأ بعد ذلك عدة دوقيات (إقطاعية أو منطقة نفوذ) منها دوقية يورك ودوقية لانكاستر ولهذا السبب قام الصراع على العرش بين الأحفاد.

تعدد الورثة الشرعيين وتقلَبت النفوذ ما بين الدوقيات حتى وصلت إلى الملك هنري الخامس من سلالة عائلة لانكاستر والذي كان طرفًا مهمًا في معركة أجينكور برفقة أخيه إدوارد دوريتش وهي إحدى معارك حرب المائة عام، والذي تُوفي في عهد سابق لأوانه تاركًا وريثًا شرعيًا طفلًا رضيعًا وثلاثة أشقاء، وبالتالي قام الأوصياء من أعمام الطفل بتولي مسئوليته ومسئولية كُرسي الحكم إلى حين بلوغ ولي العهد سن الرُشد بدون أي استياء أو خلاف على شرعية كونه وريثًا لمُلك أبيه، نتيجة لذلك سنحت الفرصة لعائلة يورك وتحديدًا ريتشارد يورك للمطالبة بتولي العَرش مع مدى إمكانياته للتخلص من الملك الرضيع هنري السادس الوريث لهذه المملكة.

لماذا سُميت المعركة حرب الوردتين؟

حرب الوردتين استمدت اسمها من شعاري النبالة لأسرتي يورك ولانكاستر المتنافستين على العرش الإنجليزي، استخدمت أسرة يورك الوردة البيضاء كشعار لها منذ بداية الحرب، بينما لم تتَخذ أسرة لانكاستر الوردة الحمراء شعارًا لها إلا بعد انتصارها في معركة بوسوورث عام 1485 ميلاديًا بقيادة هنري تيودور الذي قام بإنهاء هذه السلسة الحربية فيما بَعد، وبعد توحيد الأسرتين على يَد (تيودرو) نشأ شعار جديد يعرف بوردة تيودور، يجمع بين كلًا من الوردة البيضاء والحمراء.

تم استخدام هذه الشارات من قِبَل النبلاء والرعاة المشاركين في الحرب، وقد حملت جيوش كل أسرة رايات خاصة ترمز إلى ولائها وإخلاصها للعائلة التي تنتمي إليها، وكذلك ارتباط الأسماء بمدينتي يورك ولانكاستر، حيث كانت السيطرة الفعلية للأراضي والممتلكات موزعة بين دوقيتي يورك ولانكاستر في مناطق متفرقة من إنجلترا.

بداية الحرب

بدأ النزاع في البداية حول الوصاية على الملك هنري السادس المريض، ثم تحول إلى صراع على من يخلفه في الحكم خاصة أنه لم يكن له وريثًا بعد، يمكن تقسيم هذا الصراع إلى ثلاث مراحل رئيسية:

المرحلة الأولى (1453 ميلاديًا - 1460 ميلاديًا)

حيث تم تعيين ريتشارد دوق يورك وصيًا على الملك هنري السادس، مع توصيته بالعرش في حال عدم ولادة وريث لهنري، لكن قامت المعارضة من قِبل مارغريت زوجة الملك الراحل برفض تلك الوصية بعد ولادة ابنها، مما أدى إلى مقتل ريتشارد في عام 1460 ميلاديًا.

المرحلة الثانية (1460 ميلاديًا - 1483 ميلاديًا)

شهدت انتقال القيادة إلى إدوارد ابن ريتشارد، الذي فاز بالعرش بعد انتصاره على جيوش لانكاستر في معركة تاونتون عام 1461 ميلاديًا، واستمر في الحكم حتى وفاته في عام 1483 ميلاديًا.

المرحلة الأخيرة (1483 ميلاديًا - 1485 ميلاديًا)

تميزت هذه المرحلة بالصراع بين هنري تيودور وريتشارد الثالث، الذي كان في البداية وصيًا على ابن إدوارد الرابع لكنه أعلن نفسه ملكًا، وقد انتهت هذه المرحلة بمقتل ريتشارد الثالث في معركة بوسورث عام 1485 ميلاديًا، مما أدى إلى انتصار هنري تيودور وإعلانه ملكًا باسم هنري السابع.

ملخص أحداث حرب الوردتين

  • تأسيس بيت لانكاستر: هنري بولينجبروك عزل ابن عمه الملك ريتشارد الثالث عام 1399 ميلاديًا، وتوج نفسه كهنري الرابع، وبعد وفاته ورث العرش ابنه هنري الخامس، ومن ثم حفيده هنري السادس والذي كان رضيعًا لم يبلُغ السنة من عمره.
  • شرعية التاج الملكي: قام ريتشارد يورك الدوق الثالث من أسرة يورك، ابالبحث والتَشكيك في شرعية حكم هنري السادس وحقه في العرش، مما أشعل الصراع مع عائلة لانكاستر.
  • بداية حرب الوردتين: اندلعت الحرب بين أسرتي يورك ولانكاستر بعد معركة سانت ألبانز الأولى عام 1455ميلاديًا، والتي شهدت مقتل شخصيات بارزة من دوقية لانكاستر، مما أدى إلى تصاعد العداوات.
  • معركة ويكفيلد: في ديسمبر 1460 ميلاديًا، قتلت قوات لانكاستر (ريتشارد يورك) وابنه إدموند في معركة ويكفيلد، حيث تقدم جيش لانكاستر نحو الجنوب، وهزموا قوات يورك في معركة سانت ألبانز الثانية هزيمة ساحقة.
  • صعود إدوارد الرابع: بعد انتصاره في معركة توتون عام 1461ميلاديًا، أعلن (إيرل مارس إدوارد) نفسه ملكًا على إنجلترا، ليصبح أول ملك من أسرة يورك ويحكم باسم إدوارد الرابع.
  • الصراع بين إدوارد الرابع وإيرل وارويك: اختلافات سياسية بين إدوارد الرابع ومستشاره (إيرل وارويك) أدت إلى صراع مفتوح، لكن إدوارد الرابع انتصر في معركة (بارنيت) عام 1471ميلاديًا وقتل وارويك.
  • انتهاء حكم أسرة لانكاستر: بعد هزيمة قوات لانكاستر في معركة توكسبوري عام 1471ميلاديًا، أُعدم قائدهم (إدوارد وستمنستر) وكذلك الملك (هنري السادس)، مما أنهى حكم أسرة لانكاستر.
  • وفاة إدوارد الرابع وتولي ريتشارد الثالث: بعد وفاة إدوارد الرابع عام 1483ميلاديًا، اعترض ريتشارد الثالث على شرعية أبناء أخيه واستولى على العرش، وأصبح ملكًا في يوليو 1483ميلاديًا.
  • اختفاء الأميرين الصغيرين: بعد تولي ريتشارد الثالث، سجن ابنَيَ شقيقه الصغيرين في برج لندن، حيث اختفيا في ظروف غامضة مما أثار شائعات فيما بعد حول حقيقية اغتيالهما.
  • صعود هنري تيودور: الدوق هنري تيودور من أسرة لانكاستر، هزم ريتشارد الثالث في معركة بوسوورث عام 1485ميلاديًا، وأصبح هنري السابع حلقة الوَصل بين العائلتين حيث أنهى حرب الوردتين بزواجه من إليزابيث يورك.
  • ثورات ضد هنري السابع: بالرغم من انتهاء الحرب، ظهرت ثورات تدعي أحقية أسرة يورك بالعرش، لكن هنري السابع تمكن من قمعها بحزم، وأنهى التمردات بإعدام (بيركن واربيك) عام 1497ميلاديًا.

ما هي نتيجة حرب الوردتين؟

تعددت الآراء حَول ما خلفَته حرب الوردتين ومدى تأثيرها على الحياة البريطانية في العصور الوسطى، ومن هذه النتائج:

  • رأي المؤرخ كينيث بروس ماكفرلين: الصراعات في حرب الوردتين كانت مبالغ فيها، وتأثيرها محدود في بعض المناطق مثل شرق أنجليا.
  • تغيرات في المجتمع الإقطاعي: الحرب أسهمت في ضعف سلطة النبلاء وتعزيز الملكية المركزية بقيادة أسرة تيودور.
  • تأثير الحروب على الطبقات الكادحة: كان أقل بكثير مقارنة بالحروب الطويلة في أوروبا التي قادها المرتزقة.
  • موقف المناطق المختلفة: العديد من المناطق لم تتخذ أي إجراءات للدفاع عن نفسها، مما يشير إلى أنها كانت بمنأى بعيدًا عن تأثير الحرب.
  • مدينة لندن: استطاعت تجنب الدمار من خلال إقناع جيوش الطرفين بالبقاء بعيدًا عن المدينة.
  • استغلال الصراعات الداخلية: الملوك الفرنسيون والاسكتلنديون ودوقات بورجوندي استغلوا الصراعات الداخلية في إنجلترا.
  • إجراءات هنري السابع: تحذير البارونات ومنعهم من تزويد جيوشهم ساعد في إنهاء النزاعات الداخلية وجعل البلاط الملكي المكان الوحيد لحل المشاحنات.
  • تقلص عدد النبلاء: خلال فترة الحرب، تقلص عدد النبلاء بشكل طفيف حيث خسر العديد منهم حياتهم وألقابهم.

 تمت الكتابة بواسطة: جيهان جهاد محمد فتحي.

موقع تكنيكال
موقع تكنيكال
موقع تكنيكال بوابة إلكترونية شاملة متخصصة في نشر المحتوى العربي الهادف و المفيد والمناسب لجميع الفئات العمرية
تعليقات