📁 مقالات جديدة

ما هي حضارة بلاد الرافدين ومعلومات شاملة عنها

بلاد الرافدين
معلومات عن بلاد الرافدين

في بلاد الرافدين أزهرت الحضارة كالنجوم وكُتِبَ التاريخ بأحرفٍ من طين ونُسِجَت الأساطير بين أروقة المعابد، لتبقى شواهداً على الخلود والابداع.

ما هي حضارة بلاد الرافدين

حضارة بلاد الرافدين تُعد واحدة من أقدم وأعظم الحضارات التي ظهرت في منطقة الشرق الأوسط، حيث نشأت على ضفاف نهرين من أهم أنهار العالم، وهما (دجلة والفرات) وكانت هذه الأنهار عاملاً أساسياً في بناء وازدهار تلك الحضارة بفضل ما قدمته من موارد مائية غزيرة، الأمر الذي ساهم في استقرار السكان وازدياد عددهم، فقد استفاد سكان هذه المنطقة من النهرين في توفير المياه اللازمة للري والزراعة، مما أدى إلى إنتاج فائض من الغذاء، وبالتالي إلى نمو المجتمعات المدنية و تطوّر العديد من مناحي الحياة مثل التجارة والفنون والعلوم، و تُعتبر هذه الحضارة رائدة في العديد من المجالات، بما في ذلك الكتابة حيث ابتكر سكانها نظام الكتابة المسمارية، وكذلك في التشريعات والعمارة، فهي لا تُمثّل مجرد مرحلة تاريخية بل تُعد نقطة انطلاق للحضارات اللاحقة.

حضارة بلاد الرافدين
حضارة بلاد الرافدين

ما هو ترتيب حضارات بلاد الرافدين؟

مرّت هذه الحضارة بعدّة مراحل تاريخية مهمة وحكمت أرضها العديد من الممالك يمكن ترتيبها كما يلي:

مملكة السومريين

تُعتبر واحدة من أبرز الممالك التي أرسَت دعائم حضارة عظيمة، و قد توسّعت أراضي هذه المملكة لتصل إلى البحرين ما يعرف قديماً بـ (جزيرة دلمون) ويُعتبر السومريون أقدم قوم عُرف في التاريخ، وقد قُسّمت حقب حكمهم إلى ثلاث عصور رئيسية:

  • عصر فجر السلالات الأول من 2800 إلى 2700 قبل الميلاد.
  • عصر فجر السلالات الثاني من 2700 إلى 2600 قبل الميلاد.
  • عصر فجر السلالات الثالث من 2600 إلى 2400 قبل الميلاد.

وقد تجلّى تفوّق السومريين في العديد من المجالات وخاصةً في فن العمارة، حيث بُنيت القصور والمعابد بأسلوب مُبتكر، وبرزت استخدامات العقود والقبوات لأول مرة في تاريخ العمارة، هذا بجانب الإبداع في النحت وصياغة المعادن، وكانوا الرواد في ابتكار طرق لحام الذهب عام 2500 قبل الميلاد، ولا بد من الإشارة إلى أن لغتهم تُصنف كواحدة من اللغات الملتصقة، وقد انتشر استخدام هذه اللغة وسجلوا بها أعمال الملوك و شؤون الناس وغيرها الكثير من الأمور.

مملكة الأكاديين

الأكّاديون هم شعب هاجروا من موطنهم الأصلي في شبه الجزيرة العربيّة إلى بلاد الرافدين في أوائل الألفية الثالثة قبل الميلاد، ويُعتقد أنهم عاشوا في نفس الزمان مع السومريين، مما ساهم في تعزيز التبادل الثقافي بينهما، وقد أسّس (سرجون الأكادي) الذي حكم بين عامي 2371 و 2316 قبل الميلاد الدولة الأكادية، واستمر حكمه نحو 55 عاماً، حيث أجرى العديد من الإصلاحات العسكرية والإدارية، وبفضل رؤيته شهدت الفنون والعمارة ازدهاراً غير مسبوق، و من بين أبرز ملوك الدولة الأكادية الملك (نرام سين) الذي يُعتبر من أقوى الحكام الأكاديين، إذ تروي العديد من الأساطير أنه كان يُعتبر الحاكم الأعلى، كونه أول ملك في بلاد الرافدين يقدّم لنفسه الألوهية، مُطلقاً على نفسه لقب (ملك ملوك الأرباع)، وقد شهدت المملكة الأكادية أوج مجدها في فترة حكمه، لكنها بدأت في التراجع بعد وفاته.

مملكة البابليين

في قلب بلاد الرافدين بزغت مملكة بارزة تُعرف باسم المملكة البابلية التي انقسمت إلى ثلاث مراحل حضارية متنوعة، وهي:

1- العصر البابلي القديم

بدأت في بداية الألفية الثانية قبل الميلاد على يد سلالة بارزة تُعرف بسلالة بابل الأولى 2894 - 1595 قبل الميلاد، وقد كان الملك (حمورابي) هو أبرز الشخصيات في هذا العصر1728 - 1686 قبل الميلاد الذي تمكن من توحيد البلاد وبناء أسس قانونية متينة تُعتبر من أقدم القوانين في التاريخ، حيث تضمّنت تشريعات تتعلق بالعقوبات والقوانين المدنية وكذلك مسائل الأحوال الشخصية (قانون حمورابي)، كما شهد هذا العصر ازدهاراً ثقافياً واسعاً وتقدماً ملحوظاً في العلوم والمعارف، مما ساهم في اتساع رقعة المدن وزيادة عددها.

2- العصر البابلي الوسيط

في أواخر الفترة البابليّة القديمة تعرّضت بلاد الرافدين لهجمات من قبائل جاءت من الشمال الشرقي والشرق، عُرفت باسم (الكاشيين) وهم الذين أسسوا دولة ناجحة استمرت لمدة تقارب الخمسة قرون، ويُعتقد أن هؤلاء الكاشيين اندمجوا مع الثقافة البابليّة و يُعتبر الملك (أجوم - كاكريم) هو أول ملوكهم، حيث قام بإعادة تمثال (الإله مردوخ) بعد هزيمته للحوثيين، ورغم ظهور حكم سياسي في بابل خلال هذا العصر إلّا أن الحضارة البابليّة شهدت تراجعاً ملحوظاً، فقد كانت بابل تحت هيمنة قوى أقوى مثل (مملكة ميتاني) التي انهارت مع صعود الدولة الآشورية، وأصبحت بابل تحت السيطرة الآشورية في فترة الملك (نينورتا الآشوري).

3- العصر البابلي الحديث

يُعتبر من أزهى عصور التاريخ الإنساني، حيث تميّزت فترة حكم الملك (نبوخذ نصر الثاني) بانتعاش الحضارة البابلية وتطوّرها، وقد شهدت هذه الحقبة ازدهاراً عمرانياً ملحوظاً تمثل في إنشاء الزقورات والمعابد العديدة في مدينة بابل، بالإضافة إلى إنشاء شارع الموكب وبوابة عشتار، فضلاً عن الحدائق المُعلّقة التي تُعد من عجائب الدنيا السبعة، لكن في عام 539 قبل الميلاد سقطت بابل بيد (قورش العظيم) ومع ذلك لم تتوقف المقاومة، حيث اندلعت عدة ثورات في المدينة، مثل ثورة (نبوخذ نصر الثالث) في 522 قبل الميلاد، وثورة (نبوخذ نصر الرابع) في 521 قبل الميلاد، وأيضاً ثورة (بيل سيماني وسامسا إيريبا) وغيرها من الانتفاضات.

مملكة الآشوريين

تأسست المملكة الآشورية في شمال العراق، حيث يُعتبر الآشوريون من القبائل التي هاجرت من شبه الجزيرة العربية واستقرت في هذه المنطقة، وقد استمدوا اسمهم من إلههم (آشور) وتميزت مملكتهم بوجود مجموعة من الملوك العظام، منهم:

شلمنصر الأول

الذي يُعتبر من أبرز قادة الدولة الآشورية، حيث حقق إنجازات عظيمة في شتّى المجالات أهمها كان توسيع رقعة الدولة.

سرجون الثاني

المعروف بفتوحاته العسكرية، حيث أسس عاصمة جديدة بالقرب من (نينوى) عُرفت ب (دور شروكين).

آشور بانيبال

الملك الذي كان يُكرّس جهوده لحب الأدب والعلم، وأسهم في إنشاء مكتبة ضخمة تجمع فيها شتى المعارف والعلوم التي سادت في حضارة بلاد الرافدين.

ما هو سبب تسمية بلاد الرافدين؟

هو اسم يعود أصله إلى التسمية الإغريقية للمنطقة، ففي اللغة اليونانية تُشير (ميسوبوتيميا) إلى (الأرض الواقعة بين نهرين)، بينما أُطلق عليها في السريانية لقب (بيت نهرين) وتُعتبر هذه الأسماء تجسيداً لوجود النهرين الشهيرين دجلة والفرات اللذين يمثلان الرافدين، وعُرفت هذه المنطقة باسم (أم الحضارات) لأنها شهدت نشوء العديد من الحضارات العظيمة.

ماذا يطلق على بلاد الرافدين حاليا؟

يُطلق عليها حالياً جمهورية العراق العربية وهي دولة بارزة تقع في قلب منطقة غرب آسيا، و تُعتبر العراق من الدول الغنية بالموارد الطبيعية، فهي غنية بالمعادن مثل الفوسفات والزئبق والكبريت والحديد، كما تُصنَّف العراق كواحدة من أغنى الدول العربية في قطاع النفط، حيث تحتل المرتبة الثالثة عشرة عالمياً في إنتاجه، كما تتميز العراق بتربتها الخصبة وثروتها بالغاز الطبيعي.

أهم آثار بلاد الرافدين

لقد خلّفت هذه الحضارة الكثير من الآثار التاريخية الشاهدة على غنى ثقافتها وتاريخها، إليك أهم هذه الآثار:

القصر العباسي

يقع القصر العباسي في قلب مدينة بغداد في (حي البكر)، ويُعتبر هذا المعلم التاريخي آخر قصر عباسي مُتبقي في بغداد ويتميّز بهيكله القديم الذي يتكون من طابقين، ويُعتقد أن القصر شُيّد في فترة حكم الخليفة (الناصر لدين الله)، حيث يحمل في تصميمه لمسات تُشبه المدرسة المستنصرية.

القصر العباسي
القصر العباسي

زقورة أور

شُيّدت الزقورة على يد الملك (أور نمو) حوالي القرن 21 قبل الميلاد، يتواجد في قمتها معبد مُخصص لتكريم الإله الراعي لمدينة أور (ناننا)، ويُعتقد أن الزقورة كانت مركزاً حيوياً للتجارة الزراعية.

زقورة أور
زقورة أور

قلعة كركوك و قبر دانيال

تأسست قلعة كركوك حوالي عام 880 قبل الميلاد، ويُعتقد أن الملك (آشور ناصربال الثاني) بنى هذه القلعة لأغراض دفاعية، حيث تم تعزيزها لاحقاً بـ 72 برجاً في عهد الملك( سلوك)، و تقع القلعة على قمة تل يصل ارتفاعه إلى 130 قدماً وتحتضن في داخلها العديد من المعالم الرائعة، مثل (الكنيسة الحمراء) و(مسجد القبة الخضراء) و(قبر دانيال) المُزيَّن بالبلاط الأزرق.

قلعة كركوك
قلعة كركوك

قلعة أربيل

تقع هذه المستوطنة المُحصّنة على تل بيضاوي في محافظة أربيل بإقليم كردستان، وقد كانت مركزاً دينياً وسياسياً هاماً للآشوريين عبر العصور.

قلعة أربيل
قلعة أربيل

مدينة سامراء

تقع مدينة سامراء على ضفاف نهر دجلة وسط العراق، وقد تأسست بين القرنين الثالث والسابع الميلادي، اختار الخليفة العباسي (المتيم) سمراء عاصمةً جديدةً له هرباً من الضغوط في بغداد، حيث عمل على تطوير المدينة وبناء الحدائق والقصور.

مدينة سامراء
مدينة سامراء

مدينة آشور

آشور هي بقايا العاصمة الأولى للإمبراطورية الآشورية، التي ازدهرت بين القرن الرابع عشر والتاسع قبل الميلاد، وكانت هذه المدينة مركزاً لعبادة إلههم، وتحتوي على العديد من القصور والمباني الدينية الهامة.

مدينة آشور
مدينة آشور

المدرسة المستنصرية

سُميت المدرسة المستنصرية بهذا الاسم تكريماً للخليفة العباسي (المستنصر بالله)، وقد استغرق بناؤها 6 سنوات، و تُعتبر المدرسة مركزاً لدراسة المذاهب الأربعة للشريعة الإسلامية الأرثوذكسية وتقع في بغداد.

المدرسة المستنصرية
المدرسة المستنصرية

تمت الكتابة بواسطة: سمر درويش.

موقع تكنيكال
موقع تكنيكال
موقع تكنيكال بوابة إلكترونية شاملة متخصصة في نشر المحتوى العربي الهادف و المفيد والمناسب لجميع الفئات العمرية
تعليقات