![]() |
تلخيص كتاب انفعالات النفس |
كتابٌ خُطّت حروفه من منظور فلسفي عميق يسعى لتحليل عواطف النفس، إليك تلخيص كتاب انفعالات النفس لفيلسوف المذهب العقلاني رينيه ديكارت.
كتاب انفعالات النفس
هذا الكتاب هو كتاب فلسفي في المقام الأول ويندرج تحت نوع الأدب المقالي، وقد حقق هذا الكتاب الذي كان بمثابة أخر أطروحة يقدمها الكاتب رينيه ديكارت، نقلة نوعية في تطورات علم النفس والفلسفة في الغرب، إذ نقل به تأثير العواطف وارتباطها الوثيق بالمظاهر الجسدية، متناولاً تلك الانفعالات والعواطف في صخبها وتقلبها من منظور علم النفس مما ساهم في تطوير علم النفس وتغيير بعض المفاهيم به بسبب قراءته للانفعالات وجعلها مرتبطة بالطبيعة وفسيولوجيا الإنسان موضحاً أن تلك الانفعالات تؤثر على شدة ضربات القلب والهرمونات بشكلٍ عام وإن فهم هذه العلاقة سيساعد على تخطي تلك الانفعالات والتحكم بها بشكلٍ كلي.
ملخص كتاب انفعالات النفس
نجد أن هذا الكتاب مقسم إلى ثلاثة أقسام يبدأ القسم الأول بطرح فكرة الانفعالات البدائية الستة ومدى تأثيرها على حياة الفرد وسلوكياته، حيث أن تلك الانفعالات الستة هي:(العجب، الحب، الرغبة،الكراهية،الحزن، الفرح) شارحاً كيفية تأثير كل شعور من الانفعالات علينا بشكلٍ علمي وفلسفي أيضاً.
سيطرة العقل على انفعالات النفس
يرى ديكارت أن التحكم بتلك الانفعالات واقفاً على الإرادة القوية لدى كل فرد، وعندما يتم دراسة كل انفعال وفهم تأثيراته يكون دور الفرد هون متمثل بزرع الإرداة في نفسه لأن يتحكم ويسيطر على انفعالاته تلك، ويتم هذا من خلال التركيز على الجوانب الجيدة ومحاولة تجنب الانفعال لكيلا يؤثر بالسلب على صحة الفرد وكبحه من خلال الإرادة التي تجعل المرء يرغب في أن يعيش سليماً وسوياً.
يرى ديكارت أن فكرة الإرادة ليست فقط بتجنب الانفعال وكبته بل بفهمه تماماً وفهم تأثيراته ومحاولة تبديله بشيء يعود عليه بالسعادة ويكون بهذا حقق التوازن في أن يجعل انفعاله ايجابياً يعود عليه بكل نفع.
ديكارت لم يكن فقط يلقي بين سطوره شروحاً علمية لمجرد الشرح بل كان يحمل رسالة سامية يحاول فيها أن يوجه الفرد ليطور من نفسه ويعمل على تطبيق النظريات والمفاهيم المطروحة من أجل الوصول إلى التوازن موضحاً إن الانفعالات مشتملة بين الجسد والنفس فنجد أن النفس ميالة لانفعالات على حسب ماتطمح له والجسد كذلك لديه انفعالات وعواطف وأهواء آخرى وجب التحكم بها والسيطرة عليها بعد فهم تلك العلاقة بينهما، وما يميز هذا الكتاب أنه يجمع بين النظرة الفلسفية المتأملة العميقة والمنهج العلمي البحثي الصارم، فضلاً عن كونه يناقش مسائل أخلاقية أيضاً، لذا يعد أفضل خيار لهواة الفلسفة وعلم النفس عامةً.
اقتباسات من كتاب انفعالات النفس
أبرز وأهم المقولات الخاصة بديكارت في كتابه انفعالات النفس:
- يحصل في كثير من الأحيان أن نتعجب أكثر مما ينبغي وأن نندهش حين ندرك أشياء لا تستحق أن نعتبرها إلّا قليلاً أو حتى لا تستحق أيَّ اعتبار على الإطلاق، ولا يحصل أن نتعجب أقل مما تستحق الأشياء بكثير.
- نستطيع ان نقول ان الاشخاص الذين تستطيع الانفعالات ان تحركهم وتؤثر فيهم أكثر من غيرهم، هم القادرون على تذوق أكبر قدر من العذوبه والتمتع بهذه الحياة.
- في داخلك قوة ضخمة كامنة تنتظر أمر إرادتك لتحلّق بك فوق كل ضعف، في آخر إنسان وفي أضعف واحد منا، تكمن قوة قادرة على الوقوف في وجه كل أنواع الانفعالات.
- إن اختلاف آرائنا لا ينشأ عن كون بعضنا أعقل من بعض، بل ينشأ عن كوننا نوجّه أفكارنا في طرق مختلفة، ولا نطالع الأشياء ذاتها.
- حتى إنّنا في لقاءات حياتنا حيث لا نستطيع أن نتجنب صدف خداع الآخرين لنا فإنه من الأفضل لنا بكثير بأن نميل دوماً نحو الانفعالات التي تهدف نحو الخير من أن نميل نحو الانفعالات التي تخص الشرّ، حتى وإن كان ذلك.
- عندما يكونُ الشخص مكبّلًا بالسلاسل الحديدية منذ طفولته، سيعتقد أنّ هذه السلاسل جزء من جسده، وأنه يحتاج إليها كي يتمكن من أن يمشي.
- وكلما كان الإنسان أقدر على الانفعال والإحساس زادت مقدرته على تذوق السعادة اليومية المتحضرة المرهفة لأن البربري وحده يدير ظهره للذات الحسية.
- إن طول فترة الخير يسبب، في بعض الأحيان، الضجر أو الاشمئزاز، في حين إنّ طول فترة الشرّ يخفف الحزن، وأخيراً فمن الخير الماضي يأتي التأسف، وهو أحد أنواع الحزن، ومن الشرّ الماضي يأتي الابتهاج وهو نوع.
- الحكمة تجاه الجسد وانفعالاته وعواطفه وأهوائه ليست بالكبح، بل بالموقف العقلاني الذي عن طريق المعرفة يصل إلى القدرة والسيطرة.
رينيه ديكارت
هو فيلسوف وعالم فيزيائي ورياضياتي فرنسي، من مواليد عام 1596م، واللقب الذي تميز به هو (أبو الفلسفة الحديثة) وتعد غالبية الأطروحات الفلسفية الغربية التي نشأت بعد وفاته قد أتت على شكل انعكاسات خاصة بأطروحاته ولا تزال تلك الأطروحات تُدرس إلى يومنا هذا وخاصةً كتابه (تأملات في الفلسفة الأولى 1641،م) والذي يعد إلى يومنا هذا نصاً قياسياً لغالبية كليات الفلسفة، تبعته أطروحته كتاب انفعالات النفس التي تحلل العواطف والانفعالات بنظرة فلسفية عميقة تجمع بين الجسد والنفس وفهم العلاقة الناشئة بينهما، ويعد ديكارت بمثابة الصورة المثالية الأولى والشخصية الأبرز لمذهب العقلانية للقرن السابع عشر الميلادي.
تمت الكتابة بواسطة: فريال محمود لولك.
تعليقك يهمنا