ما هو الاسبال |
إن إرخاء الملابس للكعبين والذي يُعرف باسم الاسبال يضعنا أمام سؤال حول حرمانيته من عدمها، لذا إليك الإجابة الكاملة في هذا المقال.
ما هو الاسبال؟
الإسبال اصطلاحاً هو الإرخاء، وأما لغةً فيُعرف الإسبال بأنه إطالة اللباس حتى يصل إلى الكعبين، مثل السروال أو الإزار أو الثوب ومجاوزة اللباس للكعبين يسمى إسبال الثوب أو ارخائه، أما ما لم يتجاوز الكعبين فإنه لا يُعتبر إسبالاً، وقد ورد في العديد من الأحاديث النهي التام للرجل عن الإسبال، وذلك نجده فيما رواه البخاري عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (مَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ مِنَ الإِزَارِ فَفِى النَّارِ)، والكعب هو العظمة البارزة التي تقع ما بين الساق والقدم، وبلوغ الثوب ومجاوزته لِحد الكعب، تعددت الآراء والأقاويل حول حرمانيته من عدمها، وهذا ما سنعرفه في تتمة المقال.
ما هو حكم الاسبال للرجال
نهى الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن الإسبال، لما في ذلك من تشبّه بالنساء، لذا فإنه يُعتبر أمراً لا يجوز خاصةً إن كان يُقصد به الخيلاء، والخيلاء تعني الكِبر والتكبّر، حيث أن الرسول زجر مثل هذا الفعل ونلتمس هذا في الحديث الصحيح عن قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، قال أبو ذر: خابوا وخسروا، من هم يا رسول الله؟ قال المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب) رواه مسلم، وعليه فإن أهل العلم والدين، انقسموا إلى رأيين، هما:
الرأي الأول
منهم من قال أن الإسبال ليس حراماً في حال تم نفي التكبّر والخيلاء، ومن هؤلاء العلماء الذين نفوا تحريمه في هذه الحالة (الشافعي) و(الباجي) و (الإمام النووي) و (ابن تيمية) و (الشيخ زكريا الأنصاري) وغيرهم الكثير، فقد قال (الباجي) في المنتقى: (وقوله صلى الله عليه وسلم الذي يجر ثوبه خيلاء يقتضي تعليق هذا الحكم بمن جره خيلاء، أما من جره لطول ثوب لا يجد غيره، أو عذر من الأعذار، فإنه لا يتناوله الوعيد)، و قال الحافظ ابن حجر في الفتح: (وفي هذه الأحاديث أن إسبال الإزار للخيلاء كبيرة، وأما الإسبال لغير الخيلاء فظاهر الأحاديث تحريمه أيضاً)، كما قال ابن قدامة: (ويكره إسبال القميص والإزار والسراويل؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر برفع الإزار، فإن فعل ذلك على وجه الخيلاء حرام)، والله أعلم.
الرأي الثاني
اجتمع بعض علماء الدين على أن الإسبال هو حرام ومن الكبائر في حال كان بقصد الخيلاء أم لا، ومن هؤلاء العلماء (الإمام ابن العربي) و (الإمام ابن حجر العسقلاني) وغيرهم من أهل العلم والدين، ويُعتقد أنه الرأي الأصح على رغم قلّة القائلين، وهذا لأن النهي عن الإسبال كان عامّاً وللجميع في الحديث النبوي الذي قال فيه رسول الله (ص): (إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه، لا جناح عليه ما بينه وبين الكعبين، وما أسفل من الكعبين في النار)، وقال (ص): (لا ينظر الله إلى من جر إزاره بطرا) رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه، كما قال ابن العربي رحمه الله: (لا يجوز للرجل أن يجاوز بثوبه كعبه، ويقول: لا أجره خيلاء، لأن النهي تناوله لفظاً، ولا يجوز لمن تناوله اللفظ حكما أن يقول لا أمتثله، لأن العلة ليس في، فإنها دعوى غير مسلمة، بل إطالته ذيله دالة على تكبره)، والله أعلم.
ما هو حكم الاسبال للنساء؟
يعتبر الإسبال للمرأة أمراً جائزاً غير محرم، فقد فُرضت السُترة على المرأة، لذلك لا مانع من تطويل ملابسها إلى أسفل الكعبين، والدليل على ذلك ما رواه الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلَاءَ لَمْ يَنْظُرِ اللهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»، فقالت أم سلمة رضي الله عنها: فكيف يصنعن النساء بذيولهن؟ قال: «يُرْخِينَ شِبْراً»، فقالت: إذاً تنكشف أقدامهن، قال: «فَيُرْخِينَهُ ذِرَاعاً لَا يَزِدْنَ عَلَيْهِ» قال الترمذي: (هذا حديث حسن صحيح)، وقال (الإمام النووي) في شرح مسلم: (أجمع العلماء على جواز الإسبال للنساء، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم الإذن لهن في إرخاء ذيولهن ذراعاً)، والله أعلم.
تمت الكتابة بواسطة: سمر درويش.
تعليقك يهمنا