📁 مقالات جديدة

كل ما تريد معرفته عن مهاتما غاندي

مهاتما غاندي
مهاتما غاندي

عندما امتلأت قلوب الناس بالكراهية والحقد، جاء من أسس قافلة من الخير ورفع علم الحق، بتواضعٍ ونقاء ومن دون سلاح هزم الجور والشقاء، بالطبع نتحدث عن مهاتما غاندي.

من هو مهاتما غاندي؟

يُعتبر المهاتما غاندي هو الزعيم الروحي للهند، فهو محامي وسياسي ومُفكّر عظيم، عمل على تأسيس فكر سياسي جديد، ترك أثراً كبيراً في تاريخ الهند المعاصر، وكان جزءاً أساسياً وقائداً لحركة الاستقلال ضد الاستعمار البريطاني، وُلد عام 1869م، وتوفيّ عام 1948 م في حادثة اغتيال مروّعة.

نشأة مهاتما غاندي

وُلد موهانداس كارمشاند غاندي في 2 أكتوبر عام 1869 م، في شبه جزيرة (كاثياوار)، تحديداً في بلدة (بوربندر) الساحلية، وكانت عائلته الهندوسية تُعتبر من الطبقة المخمليّة، وكان لهم مكانة كبيرة في العمل السياسي، فقد كان والده (كارمشاند) يعمل كاتباً في إدارة الدولة، وتزوج والد غاندي أربع مرات، وكان غاندي ابناً للزوجة الرابعة هو وثلاثة إخوة آخرين (فتاة و صبييّن)، كتب غاندي في مذكراته أنّه كان شديد التعلّق بوالديه، وأن والدته تركت أثراً دينياً كبيراً في نفسه، فقد تعلّم منها التقوى والتديّن، وتعلّم من والده الصدق والقوّة، انتقل غاندي مع عائلته إلى ولاية (راجكوت)، حيث تم تعيين والده مسشاراً لحاكم الولاية، والتحق بالمدرسة المحليّة هناك ليتلقّى تعليمه، و قد كان معروفاً بين زملائه بأنه طالب مجتهد ومؤدب وخجول، وليس له أصدقاء سوى الكتب.

زواج مهاتما غاندي

في المرحلة الثانوية وبالتحديد عندما بلغ مهاتما غاندي عمر الثالثة عشر، اضطر إلى الزواج من فتاة تكبره بعامٍ واحد تدعى (كاستوريا)، وقد تم الزواج وفقاً للعادات والتقاليد الصارمة، في حفل زفاف مشترك بينه وبين شقيقه الأكبر وابن عمه، وقبل أن يبلغ غاندي عمر العشرين عاماً كان لديه أربع أطفال، وقد كتب في سيرته الذاتية أنه لم يكن راضياً عن تلك المرحلة من حياته، وأنه ضد الزواج المبكّر.

دراسته للقانون

بعد أن أتمَّ غاندي دراسته الثانوية نصحه أحد أصدقاء العائلة المقرّبين (مافجي دافي) بالسفر إلى لندن لدراسة القانون والمحاماة فيها، اقتنع غاندي بهذه الفكرة لكنه واجه اعتراضات كثيرة بدأت من الأهل وانتهت بالطائفة، استطاع غاندي إقناع عائلته بالسفر بعد أن تعهّد لأمه بأن لا يشرب الخمر ولا يأكل اللحوم وأن لا يقترب من النساء، لكنه واجه رفضاً قاطعاً من طائفته في مومباي، وصل إلى حد مقاطعته واعتباره خارج الطائفة، وفرضوا عليه غرامة ماليّة، وبالرغم من ذلك لم يتراجع غاندي عن عزيمته، وسافر إلى لندن ودرس القانون هناك، و قد توفّت والدته أثناء دراسته في لندن، ولم يخبره أحد بهذا المصاب الجلل، وفي عام 1891م حصل غاندي على شهادة المحاماة من لندن وعاد إلى الهند.

حياته المهنية وتعرضّه للعنصرية

بدأ غاندي بالعمل فور عودته من لندن في المحكمة العُليا في مومباي، لكنّه لم يشعر بالراحة ووجد أنه لن يستطيع تحقيق أيٍّ من أحلامه هنا، فذهب إلى راجكوت واقتصر عمله على كتابة المذكّرات والعرائض للمتقاضين، إلى أن طلبه شخص يدعي (دادا عبدالله) للعمل معه وتولّي إحدى القضايا الخاصّة بشركته في جنوب إفريقيا، وقدّم له عرض مغري براتب ممتاز مع التكفّل بمصاريف السفر والإقامة والطعام، وافق غاندي وتوجّه إلى إفريقيا للدفاع عن شركة (دادا عبدالله وشركائه)، وبدأ العمل في مكتب المحاماة في (ناتال)، لكن لم تكن هذه التجربة سهلة على غاندي، فقد تعرّض للكثير من المتاعب وواجه التفرقة والتمييز العنصري كونه هندي، فقد وصف هذه المرحلة في مذكراته بأنها مرحلة صعبة للغاية، وتعرّض فيها للكثير من الإهانات، بدءاً من طلب القاضي له في المحكمة بخلع عمامته، وعدم السماح له بالركوب في الدرجة الأولى في القطار، كما تعرّض للعنف عندما ركله أحد عناصر الشرطة لأنه يمشي في الممر المُخصص للمشاة، كل ذلك بسبب لونه المختلف ولأنه لا يُسمح للهنود بهذه الأمور.

كفاحه ضد العنصرية

فكّر غاندي مليّاً في أن يترك كل شيء ويعود إلى الهند، لكنّه قرر البقاء ومحاولة تغيير الأوضاع ومحاربة ذلك التمييز الذي يتعرّض له الهنود في إفريقيا، خاصةً بعد أن صدر قرار بمنع الهنود من التصويت في الانتخابات المُخصصة بأعضاء المجلس التشريعي في ناتال، وقدّم عريضة هو ومجموعة من رفاقه الهنود بعد أن قاموا بعقد اجتماع في منزل زعيم الجالية الهندية، واحتجوا على هذا القرار الظالم، وقد أيّدت جريدة (التايمز) مطالبهم، وناضل كثيراً حتى نجحت جهوده في إلغاء هذا القرار، واستطاع تغيير نظرة الناس للهنود بعد أن كانت النظرة العامّة عنهم أنهم جبناء، من خلال تشكيل (فيلق الإسعاف الهندي) الذين قاموا بتقديم الخدمات الطبيّة في (حرب البوير)، وقام بالعديد من الإجراءات الأخرى مثل تأسيس (مؤتمر ناتال الهندي)، استطاع من خلال هذه الإجراءات تأسيس قوة سياسية للهنود في إفريقيا، وأعاد لهم كرامتهم، واعتبره الكثيرين زعيماً وبطلاً قومياً.

نضاله ضد الاستعمار

عند عودته من جنوب إفريقيا إلى الهند في عام 1915، سرعان ما اكتسب شهرة واسعة كزعيم وطني وبعد فترة قصيرة من العمل الوطني، بدأ مسيرته برفض القوانين الاستعمارية المفروضة على بلاده وكرّس جهوده للنضال من أجل استقلال الهند، فقد اهتم بالفلاحين وفئة المنبوذين وأطلق عليهم اسم (أبناء الإله)، دعا إلى تحقيق العدالة والمساواة، وطالب باستقلال الهند بشكل كامل عن بريطانيا بين عامي 1918م و1922م، وقاد غاندي حركة العصيان المدني التي دعا فيها الشعب إلى الإضراب وعدم التعاون مع الاحتلال البريطاني في عام 1922م، مما أدى إلى تعرّضه للاعتقال والحكم عليه بالسجن لمدة 6 سنوات، لكن تم الإفراج عنه بعد عامين، وفي عام 1930 نظّم (مسيرة الملح) عندما قامت سلطات الاحتلال بمنع الهنود من إنتاج الملح بأنفسهم، وفي عام 1932 بعد محاولات عديدة ودخوله في صيام حتى الموت للنضال ضد قرارات الدولة التي تهمّش (المنبوذين) استطاع هو ومجموعة من السياسيين الوصول إلى (اتفاقية بونا) التي هدفت لتحسين وضع المنبوذين.

نيل الاستقلال

في عام 1940م أعلنت بريطانيا الهند دولة محاربة دون استشارتها أو منحها الاستقلال، مما أدى إلى استياء غاندي وعاد لتنظيم حركات العصيان المدني مرة أخرى، مؤكداً على حق الهند في نيل حريتها، وبعد اقتراب الهند من الاستقلال حاول جاهداً إقناع التيارات الهندية المختلفة من عدم تقسيم الهند إلى دولتين، دولة مسلمة وأخرى هندوسية، لكن لم تلقى محاولاته نجاح وتم تقسيم الهند عام 1947م، واستخدم أسلوب الإضراب عن الطعام للضغط على الأطراف المتنازعة لإنهاء العنف، مؤكداً على احترام حقوق الإنسان قائلاً:(الموت بالنسبة لي خلاص مجيد بدلاً من أن أكون شاهداً عاجزاً على تدمير الهند والهندوسية والسيخية والإسلام).

وفاة مهاتما غاندي

نادى غاندي باحترام المسلمين ومبادئهم وعقيدتهم، ورفض الظلم والعنصريّة التي يتعرضون لها، وكان هذا الموقف النبيل سبباً في كره الهندوسيين المتعصبين له، واعتبار آراءه ودفاعه عن المسلمين وحقوقهم هو خيانة عظمى يستحق القتل بسببها، وقد لقى حتفه على يد أحد الهندوسيين المتعصّبين آنذاك، وهو شخص يُدعى (ناثورام جودسي) الذي قام بإطلاق ثلاث رصاصات على غاندى أودت بحياته وسقط قتيلاً في 30 يناير عام 1948م، وكانت أخر كلماته الشهيرة هي (سيتجاهلونك ثم يحاربونك ثم يحاولون قتلك ثم يفاوضونك ثم يتراجعون، وفي النهاية ستنتصر).

ما هي صفات مهاتما غاندي؟

لقد تمتّع غاندي بكل صفات القائد القومي والزعيم الشعبي، تلك الصفات التي ميّزته عن غيره وجعلته شخصيّة تاريخية محوريّة، منها:

  • اتّسم غاندي بالتواضع، فقد عاش حياةً بسيطةً واختار ارتداء الملابس المتواضعة، مما جعله قريباً من الشعب.
  • تمتّع بحكمة عميقة وفهم عميق للطبيعة البشرية.
  • كان يمتلك عزيمة وإصرار استطاع بهما تحقيق أهدافه.
  • كان غاندي من دعاة السلام واللاعنف، فقد آمن بأن العنف لا يولّد إلا العنف.
  • كان غاندي متسامحاً ونادى بالتسامح والتعايش السلمي بين الأديان والثقافات المختلفة.
  • تحلّى غاندي بالشجاعة التي ظهرت في حركته من أجل الاستقلال.
  • تمتّع غاندي بالصدق والوفاء بالوعود.

ما هي أهم إنجازات مهاتما غاندي؟

  • عمل على إلغاء الطائفية بين الهنود، ودعاهم للعمل معاً وأن يكونوا يداً واحدة، وعمل على تأييد المسلمين برغم أنّهم كانوا مضطهدين من قِبَل الهندوس، مما أدى إلى تقليل التوتر بينهم.
  • نادى بحريّة المرأة ودافع عن حقوقها، وساعدها في تحقيق مطالبها بوقف العنف والاضطهاد الذي كانت تتعرض له.
  • أطلق دعوة في مومباي عام 1942م، تقتضي بتوحيد الصفوف والجهود في اتّجاه واحد وهو مواجهة الاحتلال والنضال لنيل الإستقلال.
  • ناضل وكافح لإنهاء كل أشكال ومظاهر التمييز العنصري والتفرقة التي كان يتعرض لها الهنود وكل من هم من أصل غير أوروبي في جنوب إفريقيا.
  • أطلق دعوة لمقاطعة السلع البريطانية عام 1919، بسبب الجريمة البشعة التي قاموا بها قوّات الإحتلال في مدينة (جاليانوالا باغ)، حيث قاموا بإطلاق النار على آلاف المتظاهرين السلميين، مما أدي إلى قتل ما يُقارب ألف محتج.
  • إلغاء الضرائب الظالمة المفروضة على الفلاحين في ولاية (خيدا) عام 1918م، بعد أن تعرّضت الولاية لفيضان و مجاعة، ورفض الاحتلال مطالبهم بالإعفاء من الضرائب، استطاع غاندي إجبار السلطات البريطانية بإعفائهم من الضرائب، من خلال دعوة احتجاج نظّمها وانضم لها كبار الشخصيات.
  • تم عقد اتفاقية مع السلطات البريطانية بموافقة غاندي، تنص بنودها على تجنيد الهنود لصالح الجيش البريطاني في الحرب العالمية الأولى، بينما تمنحها بريطانيا حكماً ذاتياً، لكن بالطبع كعادة قوات الاحتلال نكثت وعودها بعد انتهاء الحرب.
  • أطلق غاندي مسيرة الملح عام 1930م، رفضاً للضرائب التي فرضتها السلطات البريطانية على إنتاج الملح.
  • عام 1942م، أطلق غاندي دعوة للتخلص من الاحتلال البريطاني وإنهاء وجودهم على أرض الهند، ومعروفة هذه الدعوة باسم (مغادرة الهند)، وخرج الآلاف في مظاهرات تُطالب بإجلاء القوات البريطانية من الهند.

ماذا قال مهاتما غاندي عن الإسلام؟

لقد كان غاندي متعاطفاً بشكل كبير مع المسلمين، ونادى بضرورة احترامهم واحترام عقيدتهم ومبادئهم، الأمر الذي وضعه في مأزق كبير، وترك مجالاً للكثيرين للتشكيك في إيمانه واتهامه بالخيانة، وقرأ غاندي سيرة النبي محمد (ص) بالكامل، وأعرب عن رأيه قائلاً: (لم يكن السيف هو الذي فاز بمكانة للإسلام في تلك الأيام في مخطط الحياة، لقد كانت البساطة الصارمة، والتضحية الكاملة للنبي، والاهتمام الدقيق بالوعود، وتفانيه الشديد لأصدقائه وأتباعه، وشجاعته، وعدم خوفه، وثقته المطلقة في الله وفي مهمته الخاصة)، وقال أيضاً: (لقد كان محمد نبياً عظيماً، لقد كان شجاعاً ولم يخش أحداً سوى الله)، وكان غاندي يدرس القرآن بانتظام، وقد حاول كثيراً التقريب بين الهندوس والمسلمين و إلغاء الطائفية والتمييز بينهم، وهذا بعد أن وافق على اقتراح صديقه المُقرّب (بادشاه خان) بأن يقوموا بفتح المعابد الهندوسية للمسلمين لتأدية صلاتهم فيها، وفتح المساجد للهندوسيين للصلاة بداخلها، كما أبدى تعاطفه مع القضية الإسلامية في أزمة الخلافة العثمانية والسلطات البريطانية.

ما هي أجمل أقوال مهاتما غاندي؟

  • رماني الناس بالحجارة، فجمعتها وبنيت بيتاً.
  • حارب عدوك بالسلاح الذي يخشاه، لا بالسلاح الذي تخشاه أنت.
  • يمكنك قتل الثوار، لكن لا يمكنك قتل الثورة.
  • لو لم يكن لدي أي حس فكاهة، لكنت قد انتحرت منذ فترة طويلة.
  • الغضب والتعصب هم أعداء الفهم الصحيح.
  • حياتي هي رسالتي.
  • ساعة الغضب ليس لها عقارب.
  • الفقر هو أسوأ أشكال العنف.
  • الضعيف لا يغفر فالمغفرة شيمة القوي.
  • حتى وإن كنتم أقلّية تبقى الحقيقة حقيقة.
  • هل هناك حاجز لا يمكن للحب أن يكسره؟.
  • الجبان غير قادر على إظهار الحب، فهذا من امتياز الشجاع.
  • يجب أن يعيش الأغنياء ببساطة أكثر حتى يستطيع الفقراء أن يعيشوا.
  • أحياناً يختبر الله الذين يريد أن يباركهم إلى أقصى درجة.
  • إن مبدأ العين بالعين يجعل كل العالم أعمى.
  • لا يمكنك مصافحة يد مقبوضة.
  • القوة لا تأتي من الأشياء التي تستطيع فعلها، بل من الأشياء التي اعتقدت يوماً أنك لن تستطيع التغلب عليها.
  • لا أحد يدوم لأحد، تعلم كيف تكون قوياً بنفسك.

ما هي أهم كتب مهاتما غاندي؟

لقد كان غاندي كاتباً أدبياً يتميّز ببساطة ووضوح أسلوبه، وقد عمل غاندي في تحرير العديد من الصحف منها ( منبوذون) و (رأي هندي) و (يونغ إنديا)، و له العديد من الكتب التي خلّدها التاريخ، منها:

كتاب (قصة تجاربي مع الحقيقة)

ويعتبر هذا الكتاب هو تدوين لسيرته الذاتية بالتفصيل، وقد قام غاندي بشراء الطبعة الأولى لهذا الكتاب بالكامل، كي يضمن إعادة طبعه ونشره، وقد تم تصنيف هذا الكتاب كواحداً من بين أفضل 100 كتاب روحي في القرن العشرين.

كتاب (الحكم المحلي الهندي)

انهى غاندي كتابة هذا الكتاب ونشره عام 1909م، وتم حظره من قبل السلطات البريطانية عام 1910م، وهذا لأنهم اعتبروه كتاب تحريضي مباشر، حيث نكر فيه غاندي الحضارة الأوروبية.

كتاب (الله والدين والحقيقة)

يعتبر هذا الكتاب من أجمل كتب غاندي، فقد تحدّث من خلاله عن الأسس الدينية والروحية التي كرّس حياته لها، وكان لاتّباعها أثر كبير في مسيرته، ويعبّر من خلاله أن كل ما فعله طوال حياته هو في سبيل البحث عن الله والحقيقة.

ما معنى اسم مهاتما غاندي؟

تعود هذه الكلمة في أصولها إلى السنسكريتية، وتعني (الروح العظيمة)، وهو لقب مميّز يدل على الاحترام والتقدير والحب للشخص صاحب اللقب، وهو لقب شرف عند الهندوسيين، وإن طريقة كتابته (Mahatma) يمكن أن يستخدم للدلالة على أي شخص ذو شأن ومكانة عظيمة في الهند، وقد منحه هذا اللقب الشاعر (رابندرانات طاغور) عام 1915، لكن يقال أن غاندي وبفضل تواضعه الشديد لم يُطلق على نفسه هذا اللقب أبداً، كما أنه قدّم اعتراضات لطيفة بسبب مناداته بهذا اللقب.

تمت الكتابة بواسطة: سمر درويش.

موقع تكنيكال
موقع تكنيكال
موقع تكنيكال بوابة إلكترونية شاملة متخصصة في نشر المحتوى العربي الهادف و المفيد والمناسب لجميع الفئات العمرية.
تعليقات