ما هي قصة شلالات الدم التي حيرت العلماء في القارة القطبية

ما هي شلالات الدم

مياه شكّلت لغزاً حيّر العلماء لمدة زمنية طويلة، بسبب تميزها وتفردها بلونها الأحمر القاتم، تعرّف على شلالات الدم في وظيان ماكموردو الجافة بالكامل.

ما هي شلالات الدم؟

هي شلالات تمتاز بلونها الأحمر القاتم وتقع بين ضفاف نهر تايلور المتجمد، وهذا النهر متواجد في وديان ماكموردو الجافة وذلك في شرق القارة القطبية تحديداً في أرض فيكتوريا، وتلك الأرض موجودة في منطقة في أنتاركتيكا ويحدّها من الشرق بحر (روس) ومن الغرب نجد (أرض ويلكيز) وتم اكتشاف تلك الأرض من قبل (جيمس كلارك روس) وذلك بتاريخ يناير 1841م، وقد سميت بهذا الاسم نسبةً للملكة فيكتوريا ملكة بريطانيا.

ما هي قصة شلالات الدم؟

تلك الشلالات كانت عبارة عن لغز حيّر العلماء لمدة زمنية طويلة ولم يتم معرفة السبب الكامن وراء تلوّن مياهها باللون الأحمر وعدم تجمدها رغم أن القارة القطبية الجنوبية تتميز بشدة برودتها، حيث كانت تلك الشلالات المتدفقة ملونة بالأحمر القاتم وبعد بحث مطول وتحليل للمياه الملحية الخاصة بتلك الشلالات تبين أن سبب لونها المتميز والفريد هذا يرجع إلى نسبة أكسيد الحديد المتكونة من تفاعلات أكسدة بين عناصر مختلفة متواجدة في المياه الشديدة الملوحة في تلك المنطقة، وهو ما يمنحها هذا اللون الأحمر المشابه للون الدم، وقد اعتقد العلماء سابقاً أن سبب اللون يعود إلى وجود نوع من أنواع الطحالب الذي يمنحها هذا اللون لتأتي فيما بعد تلك الفرضيات التي نفت هذا القول وبيّنت أن السبب يعود إلى أكسيد الحديد المكون بسبب تفاعلات الأكسدة الناتجة عن ملوحة المياه الشديدة.

متى تم اكتشاف شلالات الدم لأول مرة؟

تم اكتشاف هذه الشلالات من قبل (توماس جريفيث تايلور) عام 1911م، و قد سمي النهر على اسمه، وهو جيولوجي بريطاني كان في رحلة للقارة القطبية الجنوبية، ليكتشف فيها قاعدة صخرية للنهر الجليدي حيث تخرج المياه من تحت الجليد تماماً وتظهر صافية ولكنها سرعان ما تتحول إلى اللون الأحمر القاتم، وهنا أطلق هذا العالم تسمية شلالات الدم على المياه في هذه المنطقة.

صورة شلالات الدم

السبب الكامن وراء تلوّن تلك المياه باللون الأحمر؟

في عام 2017م، قام فريق من العلماء باكتشاف أن هناك شبكة من الشقوق في قاع الصخر والنفق المتواجد تحت الجليد وذلك باستخدام رادارات خاصة حيث كانت تشكّل شيء يشبه خزان للمياه المالحة الذي يغذي الشلال عند فوهة النهر الجليدي، ولكنهم لم يفهموا سبب اللون الأحمر إلى أن قام فريق بحثي من حل هذا اللغز الغامض وذلك باستخدام المجاهر الإلكترونية القوية في منشأة خاصة لتصنيف ومعالجة المواد في جامعة (جونز هوبكنز)، قام (كين ليفي) وهو عالم أبحاث في قسم هندسة وعلوم المواد، بفحص تلك المواد الصلبة في عينات مأخوذة من مياه هذه الشلالات، ووجد حينها وفرة من الكريات النانوية الصغيرة الغنية بالحديد والتي تتأكسد، مما يجعل الماء يبدو وكأنه دموي.

كما أن سبب عدم تجمد تلك المياه وتدفقها عوضاً عن وصولها لحالة التجمد يعود إلى نسبة الملوحة التي بها حيث أن نسبتها تزيد بمقدار ثلاثة أضعاف نسبة الملوحة في البحر وتتميز المياه المالحة بأن درجة تجمدها أقل من المياه النقية كما أنها تطلق حرارة أثناء تجمدها وبهذا تجعل الجليد الماثل فوقها يذوب بما يسمح للأنهار بالتدفق على هذا الشكل.

تمت الكتابة بواسطة: فريال محمود لولك.