📁 مقالات جديدة

ما هو مرض ألزهايمر وما هي أعراضه وطرق الوقاية منه

مرض ألزهايمر
تعريف مرض ألزهايمر

عندما يتسرب مرض ألزهايمر إلى الذاكرة يصبح التحدي واضحاً حيث تمثل نسبة الإصابة حوالي 5% من الأشخاص، فكيف يمكننا مقاومة هذا المرض؟

تعريف مرض ألزهايمر

هو شكل من أشكال الخرَف أو عدم الوعي الكامل الذي يتسبب في تدمير تدريجي لخلايا الدماغ الداخلية مما يؤثر بشكل سلبي على القدرة على عدة مهام منها (التفكير والتذكر والسلوك)، يتميز المرض بتطور بطيء وتدريجي حيث تبدأ الأعراض بشكل طفيف يُمكن ألا تتم ملاحظته وتزداد سوءاً مع مرور الوقت، في البداية قد يواجه الشخص صعوبة في تذكر المعلومات اليومية البسيطة مثل مكان وضع المفاتيح أو تفاصيل المحادثات السابقة بدون إدراك منه أنه يُعد نسيان مُزمن وليس فقط لحظياً ومع تقدم المرض تتفاقم هذه الأعراض وتؤدي إلى فقدان القدرة على أداء الأنشطة اليومية الأساسية وعدم التمييز ما بين الضروري والغير هام، مما يؤثر بشكل كبير على نوعية حياة المريض ومقدمي الرعاية له من أبناء أو زوجة وعلى الرغم من عدم وجود علاج شافٍ إلا أن هناك استراتيجيات وعلاجات يمكن أن تساعد في إدارة الأعراض وتحسين جودة الحياة.

ما هي أعراض مرض ألزهايمر؟

يظهر مرض الزهايمر بتدهور تدريجي في الذاكرة والقدرات العقلية والمنطقية مما يؤثر بشكل كبير على حياة المرضى اليومية، يبدأ المرض غالباً بصعوبات في تذكر المعلومات الجديدة ويتطور ليشمل أعراضاً أخرى تؤثر على التفكير والقدرة على أداء المهام والسلوك، وفيما يلي شيء من التفصيل:

ضعف التفكير العقلي

  • مشاكل التفكير: تتضمن صعوبة في تقييم المخاطر وإدارة الشؤون المالية واتخاذ القرارات والتخطيط للنشاطات المعقدة.
  • عجز في تنفيذ المهام: تصبح الأنشطة اليومية مثل الطبخ أو تخطيط الأنشطة صعبة، وفي النهاية قد يصبح من الصعب تنفيذ المهام الأساسية.

تدهور الذاكرة

  • عدم مواكبة الأحداث الجديدة: يعاني المرضى من صعوبة في استيعاب وتذكر أحداث جديدة مما يؤدي إلى تكرار الأسئلة والمحادثات، ووضع المقتنيات في أماكن غير صحيحة ونسيان المواعيد والأحداث، والتوهان حتى في الأماكن المألوفة.
  • ضعف القدرة على التذكر: قد يصل الأمر إلى عدم القدرة على تذكر أسماء أفراد العائلة والأشياء اليومية.

عدم القدرة على التواصل

صعوبة في التعبير: يتضمن ذلك التردد في العثور على الكلمات المناسبة سواء لفظياً أو كتابياً، الأخطاء في الحديث والكتابة، وصعوبة في التحدث بوضوح.

عدم الإدراك والحركة

  • مشاكل في المشي والبلع: مع تقدم المرض قد تظهر صعوبات في الحركة والبلع، وقد لا يدرك المرضى أنهم يعانون من مشكلة صحية.
  • عدم التمييز: قد يضيع المرضى في أماكن مألوفة، ويعانون من صعوبة في إدراك مرور الوقت.

اختلاف الشخصية

  • تقلبات مزاجية وسلوكية: يشمل ذلك العصبية والانطواء وفقدان الشغف بالإضافة إلى تغييرات في النظافة الشخصية والشعور بالشكوك تجاه الآخرين.
  • سلوكيات غير مألوفة: قد يظهر المرضى سلوكيات انطوائية أو عجز عن التواصل السليم، ويفقدون القدرة على التعاطف.

ضعف البصر

  • صعوبة التعرف على البيئة المحيطة: يواجه المريض صعوبة في التعرف على الأشخاص المألوفين أو استخدام الأدوات اليومية كالهاتف والتلفاز.
  • عدم إدراك الهوية: يمكن أن يتعذر عليهم فهم تفاصيل المشهد بشكل متكامل سواء كان مشهد في فيلم أو موقف يومي أو حتى قراءة النصوص.

ما هي أسباب مرض ألزهايمر؟

تظل الأسباب الدقيقة التفصيلية لمرض ألزهايمر غير معروفة ولكن هناك عدة عوامل قد تساهم في زيادة احتمالية الإصابة، منها:

  • التاريخ العائلي: إذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة بمرض ألزهايمر، فإن ذلك يمكن أن يزيد من احتمالية إصابة الفرد حيث أن العوامل الوراثية تلعب دوراً كبيراً في تطور المرض.
  • العمر: يزيد خطر الإصابة بمرض ألزهايمر بشكل ملحوظ مع التقدم في العمر، حيث تظهر الدراسات أن غالبية المرضى يتجاوزون سن 65 عاماً.

عوامل أخرى جانبية:

بالإضافة إلى العوامل الوراثية والعمرية، هناك عوامل أخرى تساهم في تطور مرض ألزهايمر مثل:

التشابكات العصبية الليفية

هي ألياف ملتوية وغير قابلة للذوبان تتراكم على شكل تكتلات في الدماغ مما يعيق تدفق المعلومات والمغذيات بين الخلايا العصبية، تعتمد تلك الخلايا على شبكة من الأنابيب الدقيقة التي يحميها بروتين (تاو Tau) الذي يوفر الدعم اللازم لها، لكن مع تقدم مرض ألزهايمر، يتغير شكل بروتين تاو ليصبح ملتوياً ومتشابكاً، مما يؤدي إلى تفكك الأنابيب الدقيقة وتدهور عملية نقل المعلومات في الدماغ، وهو ما يُسبب مشاكل في التذكر وتدهور وظائف الدماغ.

اللويحات النشوانية

هي عبارة عن كتل سميكة غير قابلة للذوبان تتراكم حول الخلايا العصبية مما يسبب أضراراً في الدماغ خاصة في منطقة الحُصين المسؤولة عن الذاكرة والتعلم، يؤدي تراكم هذه اللويحات إلى تعطيل وظيفة الحُصين مما يسبب مشاكل في استرجاع الذكريات وصعوبات في التعلم، كما أن الحُصين يلعب دوراً هاماً في إدراك الأماكن مما يفسر لماذا يعاني مرضى ألزهايمر من التوهان وفقدان الإحساس بالزمان والمكان، مما يعيق تفاعلهم مع البيئة المحيطة ويضعف قدرتهم على التنقل والتعرف على الأشياء.

الطفرات الجينية و الزهايمر المبكر

في حالات نادرة يحدث مرض ألزهايمر المبكر نتيجة طفرات جينية قد تنتقل وراثياً من الآباء إلى الأبناء عبر الكروموسومات، وترتبط هذه الطفرات بثلاثة جينات رئيسية: (APP، PSEN1، وPSEN2) حيث تزيد من احتمال الإصابة بالمرض قبل سن الـ 65، ووفقاً لإحصائيات مايو كلينك، حوالي 11% من المصابين بالزهايمر المبكر يحملون طفرات جينية ولكن أقل من 1% من جميع حالات ألزهايمر تعود لهذه الطفرات، و يمكن لاختبار وراثي الكشف عن هذه الطفرات لكنه يتطلب استشارة طبيب متخصص لفهم الفوائد والمخاطر المرتبطة بهذا الكشف.

كيفية الوقاية من مرض ألزهايمر

من خلال اتباع بعض الإرشادات والنصائح يمكن تقليل المخاطر المرتبطة بمرض ألزهايمر رغم أنه لا يوجد ضمان كامل للوقاية، وتأتي الوقاية من خلال:

  • تعديلات نمط الحياة: يمكن تقليل المخاطر من خلال تحسين نمط الحياة، حيث تشير الدراسات إلى أن تقليل عوامل الخطر المرتبطة بالقلب يمكن أن يساهم في تقليل احتمالية الإصابة بالخَرَف.
  • الصحة القلبية: يتضمن ذلك ممارسة الرياضة بانتظام واتباع نظام غذائي صحي يعتمد على الخضراوات والفواكه الطازجة، والزيوت الصحية، والتقليل من الدهون المشبعة، مثل النظام الغذائي المتوسطي.
  • تجنب التدخين: إذا كنت مدخناً يُوصى بطلب المساعدة من متخصصين للإقلاع عن هذه العادة، مما يساهم في تقليل المخاطر الصحية المرتبطة بالزهايمر.
  • التفاعل الاجتماعي: تشير الدراسات إلى أن الانشغال في أنشطة ذهنية واجتماعية مثل القراءة، ممارسة الألعاب، العزف على الآلات الموسيقية، والمشاركة في الفعاليات الاجتماعية يمكن أن يحافظ على المهارات العقلية ويقلل من خطر الإصابة بالزهايمر.

علاج مرض ألزهايمر

يؤدي ألزهايمر إلى تدهور تدريجي في وظائف الدماغ مما يؤثر على الذاكرة والتفكير والسلوك، رغم عدم وجود علاج شافٍ للمرض هناك أدوية واستراتيجيات يمكن أن تساعد في إدارة الأعراض وإبطاء تقدم المرض مثل:

الأدوية الطبية

  • مثبطات إنزيم الكولينستيراز: تساعد هذه الأدوية في تحسين التواصل بين خلايا الدماغ عن طريق رفع مستويات مادة كيميائية مهمة في الدماغ تُستنزف بسبب المرض وبطبقاً لموقع مايو كلينك تشمل الأدوية الشائعة في هذه الفئة: (دونيبيزيل وريفاستجمين وغالانتامين)، قد تساعد هذه الأدوية في تخفيف بعض الأعراض السلوكية مثل القلق والاكتئاب.
  • الميمانتين: يعمل على تنظيم نشاط مواد كيميائية معينة في الدماغ مما يساعد في إبطاء تدهور الأعراض في الحالات المتوسطة إلى الشديدة من المرض، ويمكن استخدامه مع مثبطات الكولينستيراز لتحسين فعالية العلاج.
  • ليكانيماب ودونانيماب: تُستخدم لعلاج حالات ألزهايمر الخفيفة إلى المعتدلة حيث تعمل هذه الأدوية على تقليل تكتل البروتينات غير الطبيعية في الدماغ، مما يبطئ من تدهور القدرة المعرفية، يتم إعطاؤها عن طريق الحقن الوريدي وقد تسبب بعض الآثار الجانبية مثل التفاعلات المرتبطة بالحقن أو مشاكل في ضغط الدم.

في بعض الأحيان قد يتم وصف أدوية إضافية مثل مضادات الاكتئاب أو مضادات الذهان لمعالجة أعراض جانبية محددة مثل: الاكتئاب أو الهلوسة.

استراتيجيات جودة الحياة

  • تنظيم البيئة المحيطة: تأكد من أن الأشياء الأساسية مثل المفاتيح والمحافظ في مكان محدد لتسهيل العثور عليها، ولا تنسَ أن استخدام قائمة لتتبع الأدوية وتنظيم الأمور المالية إلكترونياً يمكن أن يقلل من الارتباك.
  • تعزيز الأمان: تركيب مستشعرات إنذار على الأبواب والنوافذ وتوفير أدوات تساعد في الحركة مثل درابزين على الدرج، مما يمكن أن يقلل من مخاطر الحوادث.
  • تسهيل الحياة اليومية: استخدم تقاويم وأدوات تتبع لتحسين التنظيم اليومي، وتجنب المرايا الزائدة التي قد تسبب الارتباك.

تركز الأبحاث الحالية على أهمية نمط الحياة الصحي كوسيلة للوقاية من مرض ألزهايمر وتستمر الدراسات في محاولة العثور على طرق فعالة للوقاية والعلاج.

تمت الكتابة بواسطة: جيهان جهاد محمد فتحي.

موقع تكنيكال
موقع تكنيكال
موقع تكنيكال بوابة إلكترونية شاملة متخصصة في نشر المحتوى العربي الهادف و المفيد والمناسب لجميع الفئات العمرية.
تعليقات